| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

الأثنين 1/9/ 2008



ظاهرة الأغتيالات

أسامة عبد الكريم

هذه بعض القراءات التي أوقفتني في سر قتلة الشهيد كامل شياع وان هؤلاء المأجورين الذين يدّعون الوطنية بحربهم العصاباتية تحت قسيمة العقدة الطائفية في المحافظة على النمو والتنظيم والسلاح معاً، يراهنون اليوم بغوغائيتهم بأستبدال تدريجي للمجتمع العراقي :
ـ فيما لم يزل مشروع قانون مكافحة الإرهاب يتعثر بين ايدي من يتولون صياغته‏.‏ وفيما لم يزل الخلط مستمرا بين مفردات مختلفة لكنها عند البعض تبدو كمترادفات‏,‏ وفيما البعض عندنا يخلط بين الجهاد وبين الاغتيال والارهاب وفيما يخلط البعض متعمدا بين معارك التحرر الوطني وبين الارهاب‏.‏ تبدو هذه الكتابة ضرورية في اعتقادنا‏.‏
ومن ثم نجد انه من الضروري ان نبدأ بمحاولة التفريق بين المفردات كي نعرف الفرق بينها:

الجهاد‏:
وأصله جهد‏(‏ بفتح الجيم والهاء والدال‏)‏ وتعني المشقة‏,‏ وفي القرآن الكريم وأقسموا بالله جهد ايمانهم فإذا وضعت الضمة على الجيم أي جُهد تصبح بذل اقصى ما يستطيع من طاقة‏.‏ وفي الآية الكريمة والذين لايجدون إلا جهدهم ويقال أجهد عماله أي حمًلهم فوق طاقتهم‏..‏ ومنها اجتهد واجتهاد وجهاد ‏(‏
مختار الصحاح وايضا المعجم الوسيط‏).‏

أي أن المعني الحقيقي للكلمة هو أن يبذل الانسان جهد طاقته في الدفاع عن القضية التي يؤمن بها أيا كانت هذه القضية أو هو حتى بذل اقصى الطاقة في اي عمل يقوم به‏.‏

لكن العرب وخاصة في صدر الإسلام اتخذوا من كلمة جهاد تعبيرا عن بذل اقصى الجهد في مواجهة العدو أو حتى في دعوته الي تفهم تعاليم الإسلام‏.‏ فكانوا يقولون جاهد في الله خير جهاد بمعنى سعى بأقصى ما يستطيع لنشر التعاليم والدعوة الإسلامية‏.‏

اغتال‏:‏
وأصلها غول واغتاله في اللغة تعني أنه قتله بغتة من حيث لايدري‏.‏ واغتيال على وزن افتعال اي أن الانسان يترصد لعدوه حتى يقتله بغتة وبشكل مفاجيء ويكون ذلك عن عمد وقصد‏.‏ وكان العرب يقولون إن فلانا قتل خصمه غيلة اي اخذه الى غول‏(‏ أي مكان كثيف الشجر‏)‏ ثم باغته هناك وقتله من حيث لايدري‏(
الفيروزآبادي‏)‏ ويقال غالته الخمر إذا شربها أي اذهبت عقله دون أن يدري‏(‏الوسيط‏)‏

فتك‏:
(‏ بفتح الأحرف الثلاثة‏)‏ أي غدر بخصمه لكنه قتله مجاهرة ووجها لوجه‏.‏ ويقول الزمخشري هو القتل على حين غرة والفارق واضح بين الاغتيال والفتك فالاغتيال هو أن يطعنك في ظهرك أو ما يشبه ذلك‏.‏ أما الفتك فيقتلك على حين غرة وإنما مواجهة وكان العرب في الجاهلية يرفضون بل يحتقرون قتل الخصم في غفلة منه اي الاغتيال فالفارس الجاهلي كان يصيح في خصمه خذ حذرك لأني سأقتلك ‏(‏
هادي العلوي ـ الاغتيال السياسي في الإسلام ـ ص‏15)‏

ونلاحظ أن الاسلام قد رفض الاثنين معا‏.‏ يقول الفخر الرازي في التفسير الكبير تفسيرا للآية الكريمة إن الله يدافع عن الذين آمنوا‏.‏ إن الله لا يحب كل خوان كفور‏(
‏الحج‏38).‏ إن مسلمي مكة استأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في أن يقتلوا المشركين الذين آذوهم‏,‏ وأن يكون القتل سرا اي غيلة أو حتى أن يفاجئوهم بالقتل فتكا اي مواجهة فرفض الرسول وقال الإيمان قيد الفتك ونزلت الآية السابقة تأكيدا لقول الرسول‏,‏ ويروي الدينوري في كتابه الأحداث الطوال‏(‏ص‏236)‏ أن مسلم بن عقيل رفض أن ينفذ أمر قائد شيعي بالكوفة لاغتيال عبيد الله بن زياد مستندا الى الحديث الشريف الإيمان قيد الفتك‏,‏ لايفتك مؤمن أخرجه ابو داود‏.‏ واستخدم ذات الحديث في إدانة مقتل الحسين وفي رفض اي مبررات للاغتيال او للفتك بالخصوم ‏(‏أبو الفرج الاصفهاني ـ مقاتل الطالبيين‏).‏ وهكذا نكتشف أن القرآن الكريم والحديث الشريف يشكلان معا موقفا شرعيا متكاملا يرفض الاغتيال والفتك معا‏.‏ ومهما تكن دوافعه وحتى لو كان ضد المشركين الذين يمارسون اضطهاد وتعذيب المسلمين ويحاربون الدين والمؤمنين به‏.‏
د.رفعت سعيد

منذ آلاف السنين وُلدت فكرة التخلص من الخصم السياسي عن طريق التصفية الجسدية. عادة ما يحدث ذلك بين طرفين وصلت أمور القطيعة ومستوى التفاهم بينهما إلى درجة لا يجد الحوار السلمي طريقه إليهما. تنتشر ظاهرة الاغتيال السياسي في بيئات الصراع على السلطة والثروة والحصول على الامتيازات. تمتلك الحكومات المركزية الرصيد الأكبر في تدبير وتمرير عمليات الاغتيال.
يقدم الحكام على قتل مناوئين سياسيين لهم من المعارضة، وتقدم المعارضة على اغتيال أعداء مناوئين لها خاصة من أركان نظام الحكم. كثيرا ما لجأت الدول الكبرى إلى اغتيال السياسيين المناوئين لها، خاصة في دول العالم الثالث بغية تغيير أنظمة الحكم فيها.
في الهيئات القانونية الدولية لا يوجد تعريف مطلق مقنِع يمكن الركون إليه، يحدد بالضبط المفهوم اللغوي والقانوني والأخلاقي والسياسي للاغتيال. كل تعريف موضوع، خاضع لتأويل الأفراد والجماعات. يُعزى ذلك لسبب الغموض الذي يكتنف القاتل والضحية وشرعية وجود ونشاط الاثنين، أي بعبارة أخرى «من يغتال من؟!».
في الوقت الذي يعتبر القاتل أن الأمر طبيعي وضروري لحفظ الأمن والأمان والمصالح العامة، يذهب أتباع الضحية في تبيان حيثيات ومعطيات أخرى مغايرة. قد يكون الضحية في نظر القاتل وأتباعه مجرماً، وفي نظر الضحية وأتباعها مناضلاً شريفاً يسعى إلى استرجاع حقوق وكرامة مهدورة له ولأتباعه. لكن الاغتيال السياسي يبقى عملاً مرفوضاً ومستقبحاً وجباناً، وعادة ما يقع في ظروف تقضي فيها الضحية نتيجة غدر محكم بها.
منذ مطلع القرن العشرين حتى يومنا هذا، سُجلت عشرات الحالات من الاغتيال السياسي لشخصيات مهمة، أدت في تبعات قسم منها إلى حدوث كوارث كبيرة على البشرية.
د. نسرين مراد (البيان)

ميخال وولتسر :
كتب تحت عنوان " الديمقراطية وسياسة الأغتيالات " ويناقش ظاهرة الاغتيالات السياسية في المجتمعات الديمقراطية، و يؤكد بان الايديولوجيا هي التي تعطي في النهاية المصداقية الدينية للاغتيال السياسي، وهو في هذه الحالة اغتيال رابين، وهذه الايديولوجيا هي الايديولوجيا الدينية اليمينية في اسرائيل والتي تحظى بتأييد لا بأس به حتى في مؤسسات الدولة الحيوية، والتي عند تفحصها يمكن رؤية تميزها بوجهين اساسيين ويرتبطان مباشرة "بأمن الدولة" اولا و"بالقيمة الدينية او القومية للارض". في الحالة الاولى فان التقاسم الطبيعي سيكون بين اليمين واليسار، وهو يحتل مركزا يتشابه مع اي خلاف حول امور اجتماعية او اقتصادية في دول لا يحتل الامن مركزا حيويا فيها وفي المساهمة في اي خلاف داخلي عميق. ففي هذه الحالة من الممكن التوصل الى تسوية بين اطراف المعارضة تجاه هذا الموضوع. في المقابل فحين يكون سبب الخلاف هو حول مفاهيم كبيرة مثل " قدسية الارض"، او الايمان " بان هذه الارض هي منحة الله لاسرائيل" والحقوق التاريخية لليهود للعيش في ارض اسرائيل، فتلك امور غير قابلة للتسوية كون ان القيمة الدينية هي مطلقة، وحسب هذا الافتراض فان من هو مستعد للتفاوض على هذه المفاهيم وكسر الطابو التاريخي للايمان اليهودي بارض اسرائيل الكبرى والموعودة مثل رابين او غيره من اليمين او اليسار فهو غير جدير بالسلطة وهم يسمون جميعهم "خونة"، ويستحقون القتل. وفي اللحظة التي يتثبت فيها هذا التعريف فان سياسة الاغتيال السياسي غير بعيدة. فهذه الافكار مثل "قدسية"، "خيانة"، هي افكار خطرة من الناحية السياسية وما زالت تمتلك الارضية الخصبة لاستمرار تطورها.

إن السلطة البيداغوجية مرتبطة بممارسة الفعل البيداغـوجي ــ يعرف كل من بورديو وباسرون الفعل البيداغوجي باعتباره عنفا رمزيا يفرض تعسفا ثقافيا. وهذا التعسف الثقافي لا يمكن فرضه إلا بواسطة سلطان تعسفي، أي كل فعل بيداغوجي هو موضوعيا عنف رمزي باعتباره يهدف الى فرض تعسف ثقافي بواسطة سلطان تعسفي ــ انطلاقا من ان هذا الفعل لا يمكنه أن يمارس بدون سلطة ... ايضا لايمكنه ان يوجد إلا ضمن علاقة تواصل بين طرف سائد وآخر مسود. إن علاقة التواصل هاته تستدعي ضرورة تواجد سلطة وضرورة تواجد منبع تستمد منه هذه السلطة مرجعيتها و شرعيتها. يعتبر الاعلان عن الضرورة الموضوعية للسلطة البيداغوجوية منبعا لشرعيتها.وسيستقي الفعل البيداغوجي ـ على إثر هذا ـ شرعية ممارستها من منبع شرعيتها الأصلية. هذا الفعل يتضمن طبقا لهذا تعارضا بين الحقيقة الموضوعية التي يمارسها ، وهي العنف، وبين الموكل اليهم ممارسة هذا الفعل البيداغوجي. فهؤلاء يميلون الى انكار الحقيقة الموضوعية. إن هذا التعارض لا يحمل الفعل البيداغوجي فقط ، بل تحمله السلطة البيداغوجية كذلك، بحيث أن إخفاء الفعل البيداغوجي لحقيقة موضوعية يعتبر العامل الاساسي في ديمومة هذا الفعل البيداغوجية. فإذا ما سعى الفعل في لحظة ما إلى تعرية حقيقته ( أي العنف ) وهدم السلطة التي يعتمد عليها ، فسنجده في نفس الوقت يهدم نفسه.إذن فكل فعل بيداغوجي له ـ موضوعيا كشرط لتحقيقه ـ الجهل بحقيقته الموضوعية كفعل عنف رمزي ، لان الدخول في عملية التعرية من طرف المتدبر (ـ المدرس ) للحقيقة الموضوعية لهذا الفعل، لن يكون سوى دخول جديد حسب بورديو وباسرون ـ في شكل جديد لتناقض الكاذب: أما سوف تعتقد بأنني لا اكذب حينما أقول لك بان التربية هي عنف وتدريسي غير شرعي ، ولا يمكنك حينئذ أن تثق بي ، وإما سوف تعتقد بانني أكذب وبأن تدريسي شرعي ، وحينئذ سوف لا تثق بما أقول حينما اعلن بانه عنف... وإن الارتباط الموجود بين كل من السلطة البيداغوجية والفعل البيداغوجي هو ارتباط ينتجه ويعيد إنتاجه الفعل البيداغوجي عبر إخفاء لحقيقة الموضوعية ، وعبر إنتاج و إعادة إنتاج الجهل بحقيقته الموضوعية كعنف رمزي مما يجعل هذا ينتج الاعتراف الشرعي به كفعل بيداغوجي ( طبيعي ) أي هو الارتباط بين فكرة الشرعية وإنكار مسألة السيادة ، أي سيادة الفعل البيداغوجي داخل السوق الرمزي , ثم الحضور المؤكد للسلطة البيداغوجية ضمن الفعل البيداغوجي.
محمد المحيفيظ و نور الدين الزاهي
مجلة ( الجدل )ع7/1987

..الاعتراف بحقيقة الشر يمكن ان يعني ان اليوتوبيا هي اما مستحيلة زمانياً ومكانياً أو تم تجاوزها بصيغتها الأخروية القروسطية والدنيوية الحديثة، وواقع دون يوتوبيا هو واقع خائب انفضّ سحره وتقوضت فيه اسبقية المبتغى والمرغوب على الفعلي والمعاش، وكذلك امكانية احتواء المظاهر (الجزئية) للشر في كل ضروري تنعقد فيه المسارب وتكتمل الماهيات . إنه واقع يمتحن التفاؤل بمآل الأشياء الى خير وانسجام نهائي، وهو واقعنا اليوم حيث فقدت الأفكار الكبيرة قدرتها على تبرير ما يصدر عنها تاريخياً كشرعة العنف المترتب على الثورة او حق الاستغلال واللاعدالة المكفولة من قبل النظام الرأسمالي السائد. وعندما ينزع عن الواقع امتياز الفكر (الكلاني) يصبح من اللازم رؤيته كحالة نقص مزمن في الاشياء ، حالة صيرورة لا تتوافق مع نفسها ولا تستوي في أي لحظة معطاة مع النهاية.
الشهيد كامل شياع (النهج )ع2/1995

.. كانت هناك دكتاتورية عسكرية وقت خروجي من السجن كانت نيجيريا تحت حكم الجنرال جوون.وهذه هي المرة الأولى التي أذهب فيها الى المنفى باختياري لكي ابتعد بنفسي عن محيط البشر الذين عجزوا عن فهم واستيعاب مغزى الحرب الاهلية ,ديمومتها وعواقبها في المستقبل بتعبير آخر كل شخص كان لديه أحساس بالسعادة، فقد انتهت الحرب ، وبقت الدولة متحدة، صارت الوحدة فضيلة. أما المساوئ والتصرف الشاذة والتناقضات التي ادت الى الحرب ،الحرب الاهلية بالدرجة الأولى، فلم يعد لها وجود .في نفس الوقت كان هناك رواج بترولي ، لقد توقع الناس أن تصاب نيجيريا بالفقر نتيجة الحرب، ولكن حدث العكس، فالمال موجود. لقد رأيت المجتمع كله، وشعرت ان المشكلة ليست في ان أكون صوتا ًصارخاً في البرية، بل انه فقط أحساس بالعزلة. لم أهتم حتى بالصراخ في البرية. فقد عرفت فورا ان هناك شيئا ما خطأ ينخر في الاعماق، وان القاعدة التي تقف عليها الامة قد تآكلت واوشكت على الانهيار.لكنني لم اترك وحيداً فقد وجدت , عندما ذهبت ، ان هناك آخرين احسوا نفس الإحساس،إنهم يعانون الإحباط والياس بدرجة حادة مثلي. وبالطبع عندما انكشف الواقع ، اتضح لنا ان هذا الدكتاتور (جوون) لا يريد ان يرحل وأنه مشغول حقيقة بتحويل نفسه الى رئيس مدى الحياة وهو يقوم فعلا بتبديد موارد الدولة. عندئذ بدأت العودة تدريجيا، إلى ان عدت من المنفى وانشغلت بشئون الوطن . لم يستمر الطلاق اكثر من ستة شهور. ثم سارت الأمور من سيئ إلى اسوأ حقيقة في نيجيريا. وهكذا اصبحت بطيبعة الإمور مشاركاً.
وول شوينكا ، شاعر

أنا الشهيد بما نظرت ... وأنا الرحيم بما صنعت
النفري

المسألة ليست: تكون أو لا تكون، بالنسبة إليه . نام ذات مساء، ولم يستيقظ. أخذوه ،غسلوه.صلوا عليه.دفنوه.إذا سمع دائنوه بموته، سيسامحونه بالتأكيد، اما بالنسبة إلى دينه...فليس للمرحوم دين أصلاً.
أورهان ولي، شاعر تركي
 

free web counter