| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

الأحد 17/5/ 2009



الفنان التشكيلي أحمد السوداني يعرض في نيويورك :
دراما تشكلية عن تداعيات الحرب

أسامة عبد الكريم

في سياق الإحتفال بـ ( فن جديد من الشرق الاوسط ) في صالات " ساجي " للفنون التشكيلية في لندن ,وفي نيويورك تحديداً خلال هذه السنه خصصت صالة " كوف وروزينثال " معرضاً للفنان أحمد السوداني ـ امريكي من اصل عراقي ـ مع اصدار كتاب لبعض اعماله الاخير الذي اعده وقدمه الكاتبين كوف وروزينثال.


لوحة (بغداد 2, 2008 ) للفنان احمد السوداني

قدم السوداني ستة اعمال فنية باحجام كبيرة , و24 عملاً على موقع الالكتروني لصالة العرض ( كوف وروزينثال) أُنجز معظمها خلال السنة2008 ,وبعضها خلال سنتي 2006 ,2007 ، وهو يستخدم فيها الأكريليك والزيت و الطباشير خاصة ( الفحم الاسود ) بواسطته يتم تخطيط اللوحة وتوزيع الكتل وتحدد المساحات التي يعج بالالوان المتنافر تمتزج مع الفحم الاسود بشكل مكثفة يصعب التمييز كل لون بمرجعيته ضمن نسق جمالي, فتفسح اللوحة مجالاً رحباً للتأمل في الموضوعات الحرب التي يعمد السوداني في تشيع بين الاْلوان ضرب بعيد عن الانسجام ,والكتل عديمة التوازن مع اقامة العلاقات بين الدرجات اللونية (التونات) بالطريقة التي تجعل منها علاقات متبددة ينقصها بعضها من تأثير بعض, بحيث نشعرــ ادراكنا الحسي ــ اننا وسط الحرب كشاهد على الخراب المادي والروحي كما في لوحة (بغداد 2, 2008 ), حيث نكتشف وراء عوالم التخييل مشحون باجواء الكوابيس الكافكاوية , صور منعكس لواقع الحال عند تجربة السوداني التي تشكل وقائع مستعادة من الذاكرة المختزنة بحس مرهف لمحيط مسكون بالحنين الى ربوع طفولته لتخلص من تداعيات الحروب التي شكلت غالبية اعماله المعروضة ,فنجد شخوصه مبهمه , منها ترتدي اقنعة و بدون ملامح تسبح في فضاءات على شكل كتل مجسمة غارقة في اليأس والاحباط , يحيط بها ـ حسب تصوري ـ مقبرة هائلة او قبضان السجن خلفها اشخاص يلفهم غبار الاصفر ,و ينعكس ضلالهم على جدار لونه بني مائل للسواد او لون اخر من مشتقات الازرق الغامق .

وبهذه الحالة السوداني يصور الناس او الموضوعات كحطام الاْشياء الى دراما تشكيلية مشحون بتوتر بين خطوط العمل وكتله وألوانه خالقاً اشكال وحجوم ثقيلة تتلاعب على إيقاعات متحركة,و مستخدماً تراكيب او مفردات شكلية التي تثير اهتمامنا بالموضوع من اجل التذوق الشكل , فنستطيع ان نستجيب للدلالات التخيلية ـ كمتذوق بالفن ـ والاندماجية , إذ أن اهم ما في لوحات السوداني ـ كعمل فني متمييز ـ قوة بناؤها الشكلي من خلال التعبير عن العلاقات النفسية التي تنعكس على العالم غير المكاني. فهو يشعرنا بالرهبة عبر تجربته عن اتون الحرب مما يؤدي الى شعورنا بعدم الارتياح ,فيثير ما هو خفي غامض ولا يمكن رفض لوحاته فوراً و ببساطة ولا تبدو لنا قبيحة لان الفنان السوداني ذاته قد احس به عند تخيله للموضوع وقصدي أن يشيع في العمل روح الإخلاص مع جودة العمل لكي يتسم بقيمة فنية ـ جمالية عالية.
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

free web counter