كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأربعاء 15/12/ 2010

ملح وفلفل حل السلاح سيبعد حل التهديد أسامة عبد الكريم من سوء طالعنا هو ان الارهاب لم يختف, وهو ينزع شكلا ويرتدي شكلاً آخر, وينتقل الى شكل آخر, ويحكم علينا بحياة من التصدي بشكل مستمر , فالمنظمات المسلحة الارهابية دائما تبحث عن طريق لاثارة البلبة والتهديد والخطف والقتل المتعمد للحصول على الصدى الاعلامي , والحرج السياسي و المس بمعنويات المواطنين ومواصلة اقلاق السكان المدنيين , و حكومة العراق عليها ان تشمر عن اكمامها, و مطالبة باتخاذ اجراءات التحصين والحزم ,ويستدعي حشد كل الجهود لنزع السلاح من جميع العشائر والجماعات المسلحة دون استثناء احد, وحصرها بيد الدولة كما يحدث الان في محافظة البصرة وباقي المحافظات و يحتاج الى حملة كبيرة , ومن المتوقع ان يكون الارهابيون يسارعون الى اخفاء اسلحتهم ثم الانتشار نحو المدن والقرى وحتى الى الحدود. وعلى الحكومة ان تبذل كل جهد حقيقي كي تتوصل الى اتفاق على حل لظاهرة انتشار السلاح دون شروط مسبقة , عبر المسار العراقي و دون تدخلات اقليمية . المشكلة مع هذا الاتفاق واضحة هي من الصعب عقليا عدم ربط اهالي البصرة الذين هم تحت أسر جماعات مسلحة وعصابات الجريمة المنظمة المنتشرة في احياء المحافظة , وايضا ستجد الحكومة صعوبة في السير في اتجاه نزع السلاح دون اتفاق وتهدئة .. واذا ما كانت هناك ( مراضاة ) متفق عليها, فان المحافظة ستكون شاغرة عبر مخافر الشرطة و مكاتب عسكرية لتسليم الاسلحة الخفيفة والثقيلة من قبل المسلحين مع ختم اسلحتهم وتقديم مبلغ رمزي وتسجيل اسمائهم لكي يدخلوا دورة عمل لتهيئتهم بالاندماج مع عوائهم في المجتمع المدني , لان هناك مواطنين كثيرين ممن يضعون مصلحة الدولة نصب اعينهم يتمنون ان لا يجد رئيس الوزراء نفسه امام لائحة اتهامات كما حصل في الولاية الاولى للمالكي .. واذا ما اشتعلت المنطقة بالمقابل فان حياة اهالي البصرة في خطر و هجمات الجماعات المسلحة لا تختلف في جوهرها عن هجمات ارهابية شهدناها على مدى اكثر من سبع سنوات الاخيرة بحيث لم يتبلور بعد حل لنزع السلاح من ايادي الجماعات المسلحة , وبرأيي هو حشد الجهد الوطني اللازم للقضاء على هذه الظاهرة... وهو مشروع ناجح سيبعد حل التهديد ونتطلع للذهاب الى البصرة لحجز بطاقات من الان لدورة الخليجي 2012 !!. * * * قيثارة استاذ سلمان كنت في الصف الاول ابتدائي , وكان استاذ سلمان في حصة القراءة , يكتب اسم الدرس واسمه وتاريخ اليوم على السبورة ثم يغلق باب الصف ويقسم الصف الى قسمين , ويبدأ برفع يديه كأنه مايسترو ونحن نغني معه اغنية : هربجي كرد و عرب رمز النضال. والقسم الثاني من الطلبة يغنون المقطع الاخر بصوت معتدل: ومن تهب انسام عذبة من الشمال , ويجاوب قسم الاول: على ضفاف الهور تتفتح الكَلوب ,ثم يجاوب قسم الاول : لو عزف عالناي راعي بالشمال , القسم الثاني يغني الشطر الثاني :عالربابة يجاوبه راعي الجنوب , ثم نغني القسمين معا آخر الاغنية.. و الطريف استاذ سلمان يعلمنا كيف نقلد آلالات الموسيقية مثل القانون والناي والطبله والدف وحتى الحيوانات .. وفي احدى الحصص رسم سلمان على السبورة آلة القانون ومن ثم بدأ يقلد بحركة يديه وتلاعب بالاوتار القانون مع صوت يخرج من فمه نغمة بعد التلاعب بلسانه وشفتيه واطلاق صوت من تحكم بحنجرته كأنه صوت وترمن آلة القانون .. ونحن نضحك.. وبعد ثلاث سنوات , اصبحت في الصف الثالث شعبة ( أ ) ويوم من الايام ,قرر استاذ عباس الذي يدرسنا حصة التربية الوطنية ان نقوم بسفر الى اثار الوركاء التي تبعد عن مدينة الديوانية اكثر من ساعه. وفي الصباح اخذنا السيارة (لوري ام القجمه) واتجهنا الى ناحية الوركاء في ذلك الوقت وعندما وصلنا الى المناطق الاثرية شاهدنا استاذ سلمان ومن حوله مجموعة من الطلاب من شعبة ( ب ) , واثناء التجوال بين الاثار مع الاستاذين عباس و سلمان وهم يشرحون بالتناوب عن حضارة وادي الرافدين من الكتابة وحروفها السومرية ــ وبالمناسبة المخرج السينمائي البريطاني بيتر غرينواي عنده مشروع فني للتوجه الى مدينة اوروك (الوركاء) و زقورة اور لتصوير عمل تجهيزي فيديوي ــ واختراع العجلات وصناعة آلالات الموسيقية كالمزامير او الناي , كذلك القيثارة التي يرجع تاريخها الى اواخر الالف الرابع قبل الميلاد وبدأ الأستاذ سلمان يشرح لنا كيف تتألف القيثارة , من تسع اوتار ويطلق عليها بالسومري (بلانكو) واستخدام مصارين الثور والبقرة كاوتار وتوجد نقوش لحيوانات وزخارف على سطح القيثارة .. راحت الايام والسنين الى ان سنحت لي الفرصة لاشاهد القيثارة في متحف الحلة ( بابل ) الاثري وبعدها في متحف بغداد ثم متحف بميلانو ولندن ولم ارى قيثارة استاذ سلمان بعدها الا بعد فترة اكثر 17 سنة عندما قدمت ادارة مكتبة مورغن في نيويورك, بتعاون مع المتحف البريطاني ومتحف جامعة بنسلفانيا لعرض كنوز من قبور الملكية اور. كنت متلهفاً لمشاهدة تلك الاثار , واذا اجد نفس في باب قاعة العرض مندهش مبهور بخشوع صوفي.. وتكاد تطفر الدمعة من عيني لجمالية العرض ومن توزيع الانارة واسقاطات الضوء والصناديق الزجاجية ,واثناء تجوالي اسمع همس الزوار كانوا مندهشين من صنع الاواني الزجاجية والحلى النسائية وحتى مشط وماشة الشعر وابر وبكرات خيوط ! والعاب الاطفال وآلة صناعة البيرة وعتلات , .. وشد انتباهي الى الزوار متجمعين حول احدى اعمال المعرض واذا بها القيثارة السومرية بحجم كبير مع اوتارها .. واكاد ان اتحدث مع زائر بقربي واريد ان اقول له .. هذه قيثارة الاستاذ سلمان من العراق .