كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 14/1/ 2011

ملح وفلفل ظاهرة الزبالة أسامة عبد الكريم هناك مهمة رئيسية تقع على عاتق وزارة البيئة وهي صحة المواطن على اعتبار ان صحة المواطن لا تنفصل عن المحافظة على البيئة وعلى الموروث الطبيعي والحضاري و يجب ان تكون اولوية وطنية وبعيدة عن الصبغة السياسية . ولكي يتم تفعيل وترسيخ القيم والمبادئ من اجل بناء مجتمع تكبر فيه روح المشاركة الفعلية والتطوع للمحافظة على البيئة ـ كالتلوث الاشعاعي والحفاظ على الطيور النادرة والاهوار وانقاذ الابار الجوفية من البناء العشوائي بقربها وخطر ظاهرة التصحر و مخاطر تلوث الماء والأرض والجو على الانسان والحيوان ــ من خلال التحفيز والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني و إنشاء جمعيات ومؤسسات وطنية غير حكومية تساهم في تهيئة كوادر قادرة على المساهمة في التغيير, باسناد الدراسات والبحوث التي تهتم بالتعمير والبيئة والتنمية المستدامة وفق معطيات التقنية العلمية التي تستجيب للخصوصيات العراقية. ونظراً لقرب انعقاد القمة العربية في بغداد , وحتى لا يصاب الضيوف الكرام بحالات الاختناق وضيق النفس او حساسية الانف والريئتين نتيجة الروائح الكريهة من جثث الحيوانات في الانهار والجداول و من طفح المياه الآسنة و الصرف الصحي و إنتشار الأطنان من النفايات والمزابل و حرقها في الشوارع او ضواحي واطراف مهمشة وجيران العاصمة العباسية .. التي يسكنها اهالى هذا الوطن ابو النفط ! , وهم يعيشون فوق اكوام الزبالة وتحت خط الفقر وفي ظروف لا يتصورها عقل الانسان بالمرة !!. ومع هذا لا الوم الحكومة وحدها .. لكنني ألوم العاملين في المؤسسات الرقابية .. و الاخوة من الاحزاب الكبيرة والصغيرة . واعضاء مجلس النواب .. واعضاء مجالس المحافظات ..واسأل تحديداً السيد كامل الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد ليدلي بدلوه بتنظيف العاصمة و بالتحديد الشوارع و الساحات العامة و نقل الزبالة .. وليس فقط صبغ الارصفة والانفاق بحجة جزء من تعاليم ثقب الآوزون !!.. وايضا تشجير الشوارع .. وارجو من السيد الزيدي ان لا يتسرع بقطع نخيل بغداد !؟ بقرار سياسي او نداء ولا فتوى !.. لان البيان الختامي للقمة العربية سيعنون تحت شعار : ما دام بالنخله تمر, ما جوز من شرب الخمر!. إن الزبالة تدعونا صراحة لكي نتحرك في صنع البديل.. تدعونا الى التعاون مع وزارة البيئة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في توعية المواطن بخصوص احترام مواعيد رمي اكياس الزبالة المنزلية , عبر توزيع الملصقات على البيوت و المساجد والحسينيات ومداخل العمارات والمحلات التجارية والمطاعم والباعة الجوالين والاسواق الشعبية ونشر اعلانات في التلفزيون والاذاعة والصحافة التي تحث المواطن على احترام القوانين , وفي نفس الوقت مراقبة اداء ـ من قبل وزراة البيئة ـ الشركات المكلفة بجمع و نقل الزبالة والمخلفات .. وتدعونا لاقامة مصانع عصرية للتعامل مع الزبالة للتخلص من الحرائق المزابل والنفايات الخاصة والذباب.. ويمكن الاستفادة منها في الصناعة كمواد خام اوللطاقة , والزراعة كالاسمدة العضوية.. اصارحكم القول .. اني متفائل بالتعاون .. نحن بحاجة الى خلق بيئة صحية ملائمة لسكان وادي الرافدين .. ويكَول المثل: الكَوم تعاونت ما ذلت. * * * صاحب الكَوره في الظهيرة , والشمس تتوقد فوق صاحب الكَوره بشدة , و هو يحدق بنظره على طابوقه المفخور من الطين والتبن لكي يختار افضل طابوقة , وبعد ان نفذ صبره في الاختيار , ألتقط واحدة بسرعة وبشكل نزق و لفها بالعباءة الخشنة السوداء ووضعها تحت ابطه , وذهب الى شيخ القرية لطلب النخوه ! لمساعدته من قبل ازلام القرية للعمل معه في صناعة طابوق الكَوره , وفي الطريق اخذ يتحدث مع نفسه : هاي خوش طابوكَه مستويّه هسه الشيخ وجماعته يرضون بيّه . والغريب ان صاحب الكَوره .. لا احد يعلم من اي طين او جير او جص مصنوع !! تصور عزيزي القارئ , صاحب الكَوره له لحية كثيفة جداً جداً .. يصل الشعر الى ارنبة انفه ! اما منخري انفه فالشعر مفتول ويتشابك مع شاربه وليس له علاقة بالكَصايب !..و من الصعب ان تلمح فمه ولا ادري كيف يشرب ويأكل , اكيد اذا اكل حبة من حبات التمن تضيع بلحيته ومن الصعب ان تجدها, اما اذا شرب اللبن ,بعض قطرات من اللبن تظل متعلقة في شعر لحيته مدة من الزمن .. واذا سال لبن كثير على لحيته سيخرج من اسفلها ماءً ويسيل على صدره نتيجة تصفية الشوائب (اللبن) بواسطة فلترات لحيته .. ولا ادري كيف يأكل حلاوة شعر البنات او آيس كريم !! وحتى شوربة عدس !!.. واما شعر رأسه يغطي جبهته الامامية, وينزل فوق حواجبه الغليظه التي تشبه حواجب برجينيف السوفيتي .. بس معكَوده ! بحيث لا يمكن ان ترى عيّناه ما عدا العين اليسرى الزجاجية التي تضايقه بعض الاحيان فيخرجها وينظفها من الصخام وبعدها يعيدها الى حجرة العين, واحيانا يضع عينه الزجاجية في جيس التتن !.. واذا اخذ الطريق الى القرية , فيمشي صفح .. مثل ابو الجنيب !. وعندما وصل مدخل القرية , اصابته الدهشة , فوجد البيوت نصفها اسود والباقي لون طيني , والقرية شبه مهجورة واثناء تجواله في البحث عن المضيف .. خرج عليه كلب يرتدي نظارات سوداء ام الجلده ! ويضع على منخريه قراصة غسيل .. والكلب اخذ ينبح كلما اقترب صاحب الكَوره منه : خنوووو ..خوووو ,خننووو. خرجت امرأة من باب البيت على نباح او قول معي على خنين الكلب ! وهي ترتدي نظارة سوداء ام الجلده وتضع قراصة الغسيل على طرف انفها.. سألها صاحب الكَوره عن المضيف شيخ القرية , واجابته وهي تؤشر بيدها : روحخنوو ..علخنوون ..خنانوووط ...مضيخن ..خنوينوون ..خنانيط . سار باتجاه الامام حسب وصفها باليد وعلى صوت المضخة وهو مندهش وحائر ويقول لنفسه : يمكن يحجون عجمي .. لو يحجون من خشمهم ..هاي عشيرة البو خنّه !!..شلون راح احجي وياهم!!؟. وعندما اقترب صاحب الكَوره من مضخة شيخ القرية. وجد اطفال يلعبون وهم يرتدون النظارات السوداء ام الجلده و مناخير انوفهم مسدوده بواسطة قراصات الغسيل ..اخذوه الى المضيف. رحب شيخ القرية بصاحب الكَوره وجلس بجانبه مع مجموعة من شباب القرية .. طبعا جميعهم يرتدون النظارات ام الجلدة وانوفهم مغلوقه بواسطة قراصات الغسيل .. وايضا دكَاك الكَهوه الذي قدم فنجان القهوة لصاحبنا ابو الكَوره الذي قال لشيخ القرية : آني اجيت ..اريد طلب ازغيرون .. اريد جم واحد من هل ازلم يساعدوني بالكَوره .. واني راح ابنيلك بيت عالي , وتبليط شوارع القرية بطابوكَي , وابنيلك مدرسة ومستوصف وجامع .. شدكَول شيخنا. شيخ القرية صفن .. وبعدين نزع النظارة السوداء ام الجلدة ورفع القراصة الغسيل .. والشيخ دار راسه باتجاه جماعته وهم بدورهم خلعوا النظارات والقراصات الغسيل واخذو يبسبسون ويتهامسون , ثم التفت الشيخ الى صاحب الكَوره ... وقال الشيخ :احجايتي مثل احجاية الكاعدين. الكاعدين احاطوا صاحب الكَوره .. وهم يحدقون في وجهه . قال صاحب الكَوره وهو ينظر الى الجميع بتوسل : شدكَولون يا زلم ! الشيخ والكاعدين صاحوا بوجه صاحب الكَورة : مو ضراطك عمه عيونه !! صاحب الكَورة تراجع الى الخلف وأجحظت عينيه من الإرباك فقفزت عينه الزجاجية من جحرها الحجاجي الى الخارج وسقطت في فنجان الشيخ !! صاح الشيخ : ياخوتي انوخذنه !!.