| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أسامه عبدالكريم

 

 

 

                                                                                     الأثنين 11/2/ 2013

 

ملح وفلفل

لا لاسقاط المالكي ! ..نعم للاصلاح ولتغيير حكومة المالكي !

أسامة عبد الكريم

تعرف كلمة " الوعي  " في معجم   ( لسان العرب ) للمنظور: حفظ القلب الشيء. وعي الشيء والحديث يعيه وعياً و اوعاه: حفظه وفهمه وقلبه, فهو واع , وفلان أوعى من فلان أي أحفظ وافهم, وقال الاثير : اي عقله ايمانا به وعملا, فاما من حفظ ألفاظه وضيع حدوده فإنه غير واع له .. ولكن " الوعي " اخذت في المصطلح والسياسي الحديث الى ابعاد فلسفية التي لها علاقة بالروح والوجود الوعي بالمادة اي ان الوعي مشتق من المادة , وان الوعي لون خاص من تجلي الشكل الاجتماعي لحركة المادة ,اي الوعي بصفته قدرة الدماغ على عكس العالم المادي الموضوعي, ويعني ان  الوعي محله في دماغ الفرد, اي المعرفة ووعي الذات والتخيل والارادة  والانفعالات تشكل وعي الانسان ..وبما ان الانسان يعيش في المجتمع الطبقي فهو بحاجة الى النشاط العملي لكي يساعد الاخرين  في سبيل حرية التعبير والعدالة الاجتماعية.. فالمتظاهرون عندما خرجوا للشارع زود وعيهم بجوانب مهمة واحساسهم بالغبن والتهميش منذ اكثر من شهر من تصاعد احداث المحافظات الغربية ( الانبار والفلوجة  والخالص وتكريت و الموصل ,فاصبح نبض الشارع  العراقي مشحون بالقلق والتوتر والخوف  مما جعل المواطن  يعيش بدوامة من الاحباط والحيرة كأنه  بدون امل يحلم به  ويقوده لصنع مستقبل العراق .

 والمعروف  ان  الوعي السياسي هو جزء من الوعي الانساني ..والذي  يساهم في الارتقاء بخدمة الوطن كونه نابع عن روح الوطنية وشعور بالمسؤولية  امام المواطن البسيط  وبدوره , مثلاً ,  يقدم  المرشح السياسي حسب نضوج وعيه السياسي الحل للاشكاليات السياسية الوطنية امام ملايين الناخبين و بدون تمييز بين المواطنين على اساس جنس او دين او لون او طائفة  او عقيدة. اما المواطن الذي خرج الى الشارع كي يتظاهر  يحلم بالسياسي يقود العراق بقوانين تتسم بالنزاهة لتحقيق الديمقراطية  والخدمات والحريات الشخصية العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية .. و للاسف لم نهتم بتربية جيل الشباب على الوعي السياسي  بعد سقوط النظام البائد حيث جعل الفراغ السياسي داخل العملية السياسية  تعيش في ظل التنافس غير شريف على المناصب والنفوذ والمال لاكتساب الحصانة والتي اصبحت ستارا للفساد الاداري والمالي ..ويدل على هذا ان غالبية الكتل السياسية داخل العملية السياسية  لا تملك الوعي السياسي,وان كان سياسي او اقتصادي واجتماعي وثقافي او عندها وعي سياسي لكن  غلب المصالح الذاتية على حساب مصلحة  الشعب ..واصبح السياسي  معطل! قصدي عنده فيّوز ! مثل كهرباءنا الوطنية !.

نعم,  انا شخصيأ ضد شعار " نعم لاسقاط المالكي !" الذي رفعه بعض الدخلاء على المظاهرات السلمية في المحافظات الغربية ..لان منصب رئيس الوزراء  ليس حاميا لصاحبه اذا انحرف بالسلطة وبالتالي ليست هناك أي وظيفة في كل العراق بعيدة عن النقد والكشف والمحاسبة ..فاذا تمت استقالة المالكي برغبة منه ,  سيأتي باحد اعضاء من حزب الدعوة في مكان المالكي , ويعني راح نعيش في دوامة اخرى ونقول له عليك يا رئيس الوزراء الجديد ان تختار بين الظلم والشرف..نريدك ان تخلصنا من الازمات  السياسية وكفانا ازمات واكفين سره !على البنزين والغاز وانقطاع المياه والكهرباء ..واذا لم يحقق مطالب المتظاهرين عليه ان يحل الحكومة والبرلمان لاجراء انتخابات مبكرة .. ان الدخلاء على التظاهرات  يرفضون التعامل مع الحكومة المركزية  ويريدون الزحف على بغداد.. يعني خلق البلبلة والغوغاء والفوضى مما يؤدي الى مواجهة بين القوات الامنية  والمتظاهرين.. وان هؤلاء دخلاء على  التظاهرات يريدون ان  يطبقوا قوانين العشيرة  ويحرضون العشائر و خطباء الجوامع لحمل السلاح  دون الرجوع الى دعاة الحقوق الدستورية حيث دأبت المواثيق و الاعلانات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة التي تكشف عن حق الافراد في اللجوء الى الاضرابات  والمظاهرات وهما حقين اساسين من حقوق الانسان (الاعلان العالمي لحقوق الانسان  الصادر عن المنظمة في عام 1948وايضا الوثيقة الاممية لحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصادرة سنة 1966 التي ترسخ حق الاضراب  والتجمع السلمي)  .. لم  تخرج تشريعاتنا الوطنية عن تلك المواثيق الدولية .. وليس من حق كل من لا  تلبي كل مطاليبهم ان يخرجوا للتظاهر.. ولا مطلوب تفصيل المطالب على مزاج كل واحد ليرضي ..فما بال  هؤلاء الدخلاء على التظاهرات السلمية الذين يسعون لأجهاض العملية السياسية  ويفضلون بقاء الاوضاع على ما كانت عليه  ايام النظام المباد والعودة بنا الى عهد الظلام والاستبداد ؟!.

انضم الى المتظاهرين السلميين  الذين يرفعون شعارات : " نريد الاصلاح السياسي " ," اين الرقابة الشعبية ", " انهوا خلافاتكم ", " نعم  للمؤتمر الوطني "." نريد قوانين تؤكد حقوق المواطنة "," نريد محاسبة المنحرفين  والفاسدين في الحكومة ", " لا للاسثناءات والمحسوبية ", سحب السلاح من الجماعات التي تتاجر بالدين "," لا للفتنة الطائفية ". " نعم للتداول السلمي للسلطة ".

ألم يئن الاوان ان يكون للجماهير الشعبية  التي   نضج وعيهم السياسي وادراكوا حقائق الأمور ان  يطالبوا حكومتنا بان الحاجة الى الاصلاح و التغيير جذريان ..وحكومتنا تستجيب لمطالب المتظاهرين ..وتغليب العقل والمصلحة العامة.

 

11-02-2013
 

 

 

free web counter