أسامه عبدالكريم
الخميس 10/2/ 2011
ملح وفلفل
محافظ الديوانية ملزم بتقديم الجواب
أسامة عبد الكريم
يستمر التظاهر السلمي كالنهر في انحاء عراقنا, بدون استثناء , وكل مظاهرة ترفع شعارات مكتوبة على الورق ومصاحبة الهتافات والاهازيج تطالب الجهات الحكومية بتحسين الخدمات العامة وطرد الفاسدين من دوائر الحكومة , ولا يصاحب تلك المظاهرات المكاوير ولا العصي ولا الفالات و لا المساحي ولا القامات ولا السيوف ولا الخناجر ولا السكاكين ولا المسدسات ولا الرشاشات ولا الحجر ولا المساحي..ولا حتى القناني الحارقة اي المولوتوف , ومع هذا اطلقت الشرطة في قضاء الحمزة الشرقي التابع لمحافظة الديوانية , الرصاص على المتظاهرين مما ادى الى استشهاد ثلاثة اشخاص وعشرات من الجرحى بحجة تفرقة المعتصمين . وهذا التصرف الارعن يتحمله مسؤولين في الحكومة المحلية للديوانية الذين يعرفون جيداً, ان من حق المواطن التظاهر وحرية التعبير, و الانكى من ذلك ان المتظاهرون هم الذين انتخبوا هؤلاء المسؤولين في الادارة المحلية , واليوم , يتجاوزون على الدستور و يواجهون المظاهرة .
مشكلتنا ان الوزارات الامنية المسؤولة عن توفير الامن للمواطنين وحماية التظاهر والحريات الشخصية , ووزرائها الحاليين يعملون بالوكالة فلا يستطيع مجلس النواب ان يطالبهم ببرنامج وزاري , والاسوء من كل ذلك تطلب شرطة الديوانية التحقيق عبر لجنة فرعية منبثقة عن لجنة الامن والدفاع البرلمانية قبل جباية الشهادة المسبقة والعلنية من ضابط رفيع المستوى الذي اصدر اوامر للقوات الامنية باطلاق النار على المتظاهرين والاعلاميين الذين يرافقون المظاهرة,
ويبدو هذا الطلب غير معقولاً من حيث تقدم التحقيق والرغبة في تنسيق الروايات : منع محامو و مخولو و خبراء في تحقيق شرعية شهداء المظاهرة من التقدم للحصول على ما يكفي من الادلة ضد مسببي اطلاق النار ـ الشرطة ـ او من خلال استخدام العشائر ومنحهم تعويضات مالية لعوائل الشهداء من قبل حكومة "المراضاة ", او بحجة عدم حمل المتظاهرين ترخيص للتظاهرات!, وتضيع قضية شهداء المظاهرة .. ولكن عندما يدور الحديث عن مسؤول حكومي فاسد مشبوه بتلقي رشوة او سرقة من المال العام , فالتحقيق يمكن ان ينتظراسبوعاً او شهراً او حتى نهاية ولايته لتطهير اسمه جنائياً, وهو من حقه ان يسوف الوقت, وهو غير ملزم لاهالى الديوانية بتقديم حساب عن دخله فيتعين عليه أن يلاحق محققي الشرطة بالهدايا ــ كتوزيع العرصات ــ بدلا من ان يلاحقوه , وهو يفعل ما يسمح به القانون كي يخرج بريئاً ... والحرامي مستحيل يكَول آني بكَتْ !.
* * *
من اهازيج النساء
امرأة ماجدة اسمها افخيته عبود ( ام كَريزي ) الفتلاوية ،التي قدمت اول شهيد في الثورة في يوم 11/7/ 1920 بمنطقة ابي صخير التابعة للديوانية, جلب لها ولدها كَريزي محمولاً على الأكتاف واخذت تحفز عزم العشيرة على المضي في الصمود والمفخرة :
يا زور يلي عيب تنتظر
يا ليث لو عبس وزمجر
اشحد الوكف دونك غضنفر
ابزجرك اكَريزي الكلب يستر
وعفته صويلح من عشيرة آل ازيرج تنتظر قرب مركز الشرطة الناصرية لتشاهد ولدها اسيراً والذي مر من امامها مشدودا بالسلاسل, و هزجت :
بس لا تتعثر موش آنه
فأجابها :
حطوني بحلكه وكلت آنه ( ويقصد المدفع )
* *
عيش وشوف
ذكرت الصحف الإلكترونية السعودية الاحد الماضي , أنه تم منع الشاعر السعودي (يكتب باللغة
الدارجة ) نايف بن عرويل من المشاركة في مهرجان " ليالي فبراير " او " هلا فبراير " من قبل مسؤولين كويتين مشرفين على تنظيم المهرجان, بسبب حديثه خلال مشاركته في " شاعر المليون " في الكويت وقال : " صدام الله يرحمه ". وطلبوا منه الاعتذار , فاعتذر عن الأمسية كاملة .
لن ابالغ ان قلت : ليس غريباً ان تصدر من عربي سعودي الذي يتخيل بنسخة من صدام تحكم العرب من جديد وليس العراق !! , وحتى سمعت ومنهم من يدافع عن صدام خاصة من اخوان عرب عملوا في العراق ايام ( العز لجني من المال ) خلال الحربين (مع ايران واجتياح الكويت) .. اما شاعرنا العربي نايف بن عرويل البدوي لا اريده ان يدخل بيتي ... وعندما يقف امام عتبة بابي , سأرسل له ورق من تحت الباب , مكتوب عليها :
لا تربط الجرباء حول صحيحةٍ
خوفي على تلك الصحيحة تجربُ